كيف أخلق التوازن بين عملي وعلاقاتي الاجتماعية؟

Ahmed A.

مع تزايد المشاريع ووقت العمل، بدأت أعاني من العزلة والانفصال، أجلس ما يقرب من 12 ساعة يوميا على المكتب أمام اللابتوب في غرفتي وحيدا.

بالطبع تأثرت علاقتي بأهلي الذين أسكن معهم في نفس المنزل، ولم أعد أرى أصدقائي إلا مرة كل شهر تقريبا لفترة قصيرة، وصرت أعتذر عن الكثير من المناسبات والتفاعلات الاجتماعية فقط لأن هناك مهمة أعمل عليها أو أن موعد التسليم اقترب، أو لأن هناك عميل طلب تعديلا ويريدني أن أنجزه اليوم.

حتى الأوقات التي بالكاد أستطيع توفيرها للأهل والأصدقاء، لا أستطيع خلالها أن أبعد عيني عن الهاتف، ففي أي وقت قد يرسل لي أحد العملاء أو يتواصل معي وعليّ أن أرد في الحال.

وظهرت تلك المشكلة بوضوح بعد الزواج، أعمل لفترات طويلة ومتقطعة وفي مواقيت مختلفة من اليوم، وكأن اليوم كله للعمل فقط دون وقت مخصص بعيدا عن الهاتف.

أحمد ي.

مريت بنفس الشيء تقريبا، والحل اللي بدأ يفرق معايا فعلا هو أني صرت أتعامل مع العمل كدوام مش مجرد وقت مفتوح فبدأت بتحديد ساعات عمل ثابتة حتى لو مرنة وكان أفضل طريقه تقسيم الدوام لفترتين، أربع ساعات صباحا و4 ساعات مساء وخارجهم أغلق اللابتوت تماما، وأحط الجوال على الصامت.

ووضعت فقرة بمواعيد تواجدي على المنصة، لذا أي تأخير يحصل على التواصل خارج عن هذه المواعيد يكون هناك تفهم من صاحب المشروع.
وحددت يوم راحة واحد بالأسبوع لا استقبل به أي مهمة، هتلاقي صعوبة بالبداية لكن مع الوقت هتلاقي فرق كبير.

Ahmed A.

أحمد ي.
ما شاء الله يا أحمد على التنظيم الرائع، للأسف حاولت وضع هذه الحدود، لكن للأسف لا يتقبل جميع العملاء ذلك، فعلى الناحية الأخرى الكثير من العملاء حينما أخبرهم بأني سأكون موجودا في الفترة بين كذا وكذا يستاء جدا، ويعتقد أنني لا أريد العمل وأنني بذلك أتعالى عليه وبأنني سأعطل العمل، فماذا يفعل إذا احتاج لتعديل فوري يتحتّم علي فعله الآن لأن هناك مرحلة أخرى من العمل تنتظر تعديلي، هذا أسد ما يرهقني للأسف.

نورا ا.

أحيانا قد لا يكون المشكلة بالعمل بقدر أن المشكلة أنك لا تأخذ العلاقات التي حولك بالاعتبار، وتضع لهم جدولا وروتين مثلما تفعل بالعمل، يعني مثلا أحرص على تخصيص وقت بيومي أتواصل به مع عائلتي وأصدقائي بمكالمة فيديو أو حتى صوتية نحكي سويا بأي أمور، وكذلك متفقة معهم على يوم نتجمع به ببيت العائلة يوم بالأسبوع نجلس ونحكي وأحيانا نخرج هذا كله يحافظ على العلاقات العائلية بشكل جيد جدا
كذلك أحافظ أن يكون لي ضمن الجدول نشاط اجتماعي أو رياضي بالضبط كموعد عمل لا يمكن إلغاؤه فبصالة الرياضة مثلا تمكنت من بناء علاقات جيدة جدا، وبهذه الطريقة أتمكن من خلق التوازن بشكل لا يشعرني بالعزلة.

Ahmed A.

نورا ا.
لم أكن أنظر لهذه الجهة من قبل نورا، دوما كنت أركز على ناحية العمل فقط وأن المشكلة في العمل وطبيعته وأحاول تغيير قواعده والتحكم فيه، لكن وجهة نظرك مفيدة فعلا، سأحاول تقبل العمل كما هو، وأوجّه مجهودي نحو ترتيب علاقاتي الاجتماعية أكثر، والتعامل مع واجباتي الاجتماعية ومواعيدها كأنها مواعيد عمل عليّ تنظيمها أيضا.