التسويف المنتج

نورا ا.

أغلبنا طوال الوقت يحاول البحث عن حلول لمواجهة التسويف والمماطلة، جداول أو خطط أو تطبيقات إنتاجية، وكأننا بحرب مع عادة سيئة، لكن اللي وجدته أن التسويف أحيانا يكون مرحلة طبيعية جدا في دورة العمل التي يمر بها أغلب المستقلين، والموظفين. فطالما هذه المرحلة لا تتكرر بشكل مزمن أو تعطل تسليم العمل فهي ليست بالضرورة عدو.

ففي كثير من المرات التأجيل يعطينا فرصة نلتقط أنفسنا ونعيد ترتيب أفكارنا، أو حتى ننجز مهام جانبية معلقة منذ فترة، فقد لاحظت أن بعض المشاريع خرجت معي بنتيجة أفضل عندما استغليت فترة التسويف بطريقة منتجة عن طريق إنجاز مهام صغيرة متراكمة لدي فيسهل علي العمل والعودة للمهمة الأساسية بتركيز أكبر، لذا دعونا نناقش كيف تستغلون فترات التسويف لصالحكم؟

أحمد ي.

حسب ما جربت أجد أن افضل لاستغلال التسويف هي الخروج من أجواء العمل تماما، يعني مشوار في الشارع، جهد ذهني مختلف، دور شطرنج مع أصدقائي، أو دردشة في موضوع ما، حتى لو جلسة مع العائلة ده بيخلي الدماغ يرتاح من ضغط المهام، ولما أرجع للمشروع بكون أنشط وأفكاري أصفى بس المهم هنا إن التسويف يكون قصير واتحكم فيه لأني لو فقدت ده هيتحول لعادة بتسرق وقتي ويومي كله

Ahmed A.

أتفهم وجهة نظرك، لكن أختلف معك في اعتبار التسويف مرحلة طبيعية، ففي مفهوم التسويف وحقيقته أنه عادة تراكمية وخدّاعة، يبدأ بفترات قصيرة ثم يتوسع تدريجيا، ويؤثر على جودة العمل ومواعيد التسليم، ثم أنك حينما نأجل فإن عقولنا تظل مشغولة بالمهام التي أجلناها ولا نستطيع حينها إنجاز المهام الصغيرة التي تقصدينها.

كما أن الاعتماد على التسويف كوسيلة لالتقاط الأنفاس أو ترتيب الأفكار قد يجعلني أربط يشكل غير واعي بين الإنجاز أو الإبداع وفترات التأجيل، وهو ما قد يخلق دائرة ضارة، أعتقد أن الأفضل هو الإقرار بأن التسويف عادة سيئة في الأساس، وأن عليا أن نسخّر كافة آليات الاستراحة واستعادة التركيز لعدم الدخول إلى تلك المنطقة.

نورا ا.

Ahmed A.
لا أحاول أن نلجأ لنسوف أو نماطل من أجل التقاط أنفاس او إعادة ترتيب أفكار، لكن بتكلم عن فترات فتور طبيعية نمر بها، فلا يوجد أحد يعمل 8 أو 10 ساعات متواصلين دون بضع دقائق نشعر بها بفتور وعدم رغبة بالعمل، هذه الدقائق غير المكررة لو استثمرناها بشكل واع سواء بمهام صغيرة أو حتى راحة سنعود بعدها بتركيز أعلى، وأفضل، فهناك فرق بين تسويف مزمن يسرق وقتنا وتسويف قصير وواع نستغله لصالحنا.

Ahmed A.

نورا ا.
أعتقد أن التفرقة بين التسويف القصير الواعي، والتسويف المزمن كمشكلة حقيقية، هو ما يحدد الممارسات التي يمكننا فعلها كما تقولين.