أحمد ي.
فترة طويلة كنت أتعامل مع أي مشروع بنفس الفكرة لو ما قلّلت السعر، صاحب المشروع هيختار مستقل غيري. وكنت أعتقد أن المنافسة الحقيقية هي من يقدم أقل سعر لكن مع الوقت اكتشفت أن هذه الفكرة كانت سببًا في ضياع وقت، وجهد، ومشاريع كان ممكن أن تكون أفضل بكثير.
من اللحظة التي قررت فيها التوقف عن المنافسة على السعر، بدأت ألاحظ تغيرًا حقيقيًا في طريقة اختياري للمشاريع، وفي نوعية أصحاب المشاريع الذين يتواصلون معي فلقد لاحظت 3 تغييرات واضحة:
- أصبحت أكثر انتقائية في المشاريع، فعندما توقفت عن التفكير في كيف أقلل السعر؟، بدأت أسأل نفسي هل هذا المشروع يستحق وقتي؟ هل يتناسب مع مهاراتي فعلاً؟ هل سأقدم فيه قيمة واضحة؟ وهذا وحده أثر على جودة اختياراتي وعلى مستوى المشاريع التي أعمل عليها الآن.
- أصبحت أشرح القيمة بدل السعر، فبدل أن أكتب أقدر أنفذ المشروع مقابل X، أصبحت أركز على كيف سأحل المشكلة؟ لماذا طريقتي أفضل؟
ما النتيجة النهائية التي سيستفيد منها صاحب المشروع؟ وعندما يفهم صاحب المشروع القيمة، لا يعود السعر هو العامل الأول في قراره.
- أصحاب المشاريع الجادون ردهم مختلف تمامًا فعندما أتعامل بطريقة احترافية، وأوضح منهجي وجودتي، أجد أن النوعية الأفضل من أصحاب المشاريع هي التي تبقى. هؤلاء لا يبحثون عن الأرخص، بل عن من ينجز العمل بشكل صحيح من أول مرة. ولاحظت شيئًا مهمًا جداً أن أصحاب المشاريع الذين يختاروني بسبب مهارتي يعودون إلي أكثر من الذين اختاروني بسبب سعري.
أنا لا أقول إن رفع السعر هو الحل دائمًا، ولا أقول إن التسعير المنخفض في البداية خطأ. لكن هناك لحظة في مسار كل مستقل يجب أن يسأل نفسه فيها هل ما زلت أتنافس على السعر أم على القيمة؟
رغدة ج.
أنا أيضًا عندي تجربة مشابهة جدًا، أحد المشاريع رأيته مناسبًا لي، فقررت التقدم إليه، ولكن متوسط العروض كان منخفضًا!
أنا أدرك أن حجم المشروع كبير، ولا يناسبه هذه الميزانية، حينها خاطرت وعرضت السعر الذي يناسبني، ووضحت بالعرض لماذا لم أخفض سعري، وكنت واضحة بهذا الشأن.
العميل فعلًا أدرك جديتي، وأنني أقدر المشروع وأقدر جهده.
هل تعرف ماذا قال لي عندما تواصل لأول مرة؟
قال: عرضك لم يكن الأفضل من حيث السعر، ولكني اخترتك لتنفيذ المشروع...
لكن صراحة لا زلت في بعض الأحيان أضطر لتخفيض السعر لأحصل على المشروع أو أكسب العميل خصوصًا إذا شعرت أنه من النوع المتردد أو الذي يحرص على الحصول على أفضل عمل بأقل سعر.